ميتافيرس ... ما وراء العالم الرقمي وأسراره المخفية
عالم الميتافيرس الجديد الذي يدمج الواقع والخيال، فما هي أسراره؟
الأربعاء، سبتمبر 25، 2024
أخبار
في الآونة الأخيرة، لاحظنا انتشار كلمة "ميتا" بشكل واسع، خاصة بعد أن أعلن مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، عن تغيير اسم شركته إلى "Meta". لكن ماذا يعني هذا الاسم؟ وما علاقته بتكنولوجيا جديدة تسمى "ميتافيرس"؟ هل يشير هذا التغيير إلى دخولنا عصرًا جديدًا من الابتكارات التي قد تقلب الموازين؟
في هذه المقالة، سنستكشف الفرق بين "Meta" كاسم للشركة و"ميتافيرس" كتكنولوجيا، وكيف يمكن أن يكون هذا العالم الافتراضي ثلاثي الأبعاد نقطة تحول في مستقبلنا.
إليكم أبرز المحاور التي سنناقشها:
- ما هو ميتافيرس Metaverse؟
- لماذا تغير اسم فيسبوك إلى Meta؟
- مميزات ميتافيرس
- تحديات وعيوب ميتافيرس
- الخاتمة
للإعلان على موقع عطاء : إضغط هنا
ما هو ميتافيرس Metaverse؟
بكل بساطة، "ميتافيرس" هو مصطلح ناتج عن دمج كلمتي "ميتا" (التي تعني "ما بعد" أو "خارج الأبعاد") و"يونيفيرس" (التي تعني الكون). لذا، فإن ميتافيرس تعني "ما وراء الكون" أو "خارج أبعاد الكون"، وهو يشير إلى تكنولوجيا تعيد تعريف الواقع من خلال عوالم افتراضية ثلاثية الأبعاد.
على عكس مشاهدة التلفاز، التي تقتصر على عالم ثنائي الأبعاد، يتيح لك ميتافيرس الانتقال إلى عوالم افتراضية بالكامل، وكأنك تتواجد فعليًا في أماكن لم تصل إليها جسديًا. تخيل أنك تعيش في مدينة ما، ولكن بفضل ميتافيرس يمكنك أن ترى نفسك "إفتراضياً" تتجول على سطح كوكب زحل!
للدخول إلى هذا العالم، ستحتاج إلى استخدام نظارات الواقع الافتراضي (AR/VR headset)، التي تعمل كبوابة لعالم آخر. بمجرد ارتدائها، تنتقل إلى الميتافيرس، وعند خلعها تعود إلى الواقع الذي نعرفه.
سبب تسمية فيسبوك بميتا
في البداية، كان توجه مارك زوكربيرج، مؤسس شركة فيسبوك، هو شراء الشركات الناشئة التي تتيح له توسيع نطاق تأثير فيسبوك عبر التكنولوجيا والبرامج التي تجذب انتباه الناس. يتضح هذا في استحواذه على تطبيقات مثل واتساب وإنستجرام.
في عام 2014، قام مارك بخطوة كبيرة نحو التكنولوجيا المستقبلية عندما استحوذ على شركة Oculus، المتخصصة في تصنيع نظارات الواقع الافتراضي (VR headset). كان هدفه هو جعل التواصل على فيسبوك يتجاوز النصوص والصور والصوت إلى تجربة تعتمد على الواقع الافتراضي.
في عام 2021، أعلن مارك زوكربيرج عن تغيير اسم الشركة إلى Meta، مشتقة من مصطلح "ميتافيرس"، ليعكس رؤيته المستقبلية حول التواصل من خلال الواقع الافتراضي وليس مجرد الوسائل التقليدية. هذه الخطوة تشير إلى تحول الشركة نحو عالم "ميتافيرس"، الذي يطمح زوكربيرج إلى أن يكون الوسيلة الرئيسية للتواصل والعمل والترفيه في المستقبل.
مميزات ميتافيرس
عالم ميتافيرس يتميز بكونه افتراضيًا بالكامل، مما يعني أنه يتيح للأشخاص تجربة مجموعة واسعة من الأنشطة دون الحاجة إلى تكاليف كبيرة أو مجهود في التنقل. إليك أبرز المميزات:
-
الوصول السهل إلى أي مكان أو نشاط: يمكنك استخدام ميتافيرس لتأدية مهام مختلفة دون مغادرة منزلك. على سبيل المثال، يمكنك أن تعيش تجربة التواجد في مكتب عملك أو حضور اجتماع، بينما تكون فعليًا جالسًا في منزلك.
-
التواصل الفعّال في العمل والتعليم: مع ظهور جائحة كورونا في عام 2020، اضطرت العديد من الشركات والمؤسسات التعليمية إلى التحول إلى التواصل عبر الإنترنت. هنا يأتي ميتافيرس كحل مبتكر، حيث يمكن للأشخاص مواصلة أعمالهم أو دراساتهم داخل بيئات افتراضية ثلاثية الأبعاد، دون الحاجة للتواجد الفعلي.
-
تطوير الاقتصاد الافتراضي: يمكن لميتافيرس أن يكون بيئة افتراضية لتجربة نماذج اقتصادية مختلفة. على سبيل المثال، يمكن تصميم عوالم افتراضية بنسب موارد وتعداد سكاني مختلف واختبار هذه النماذج لمعرفة تأثيرها على الاقتصاد الحقيقي. هذا يوفر فرصة لتجربة استراتيجيات اقتصادية جديدة دون المخاطرة بآثارها في العالم الحقيقي.
-
أساليب تسويق مبتكرة: بسبب حداثة التكنولوجيا، فإن الكثير من الأشخاص والشركات يتطلعون إلى استغلالها في التسويق. من خلال ميتافيرس، يمكن للشركات عرض منتجاتها بطرق جديدة ومبتكرة، مما يفتح أفقًا جديدًا للإعلانات والتفاعل مع الجمهور.
-
تطوير الألعاب التفاعلية: تعتمد بعض الألعاب الحديثة بالفعل على تكنولوجيا الواقع الافتراضي، مثل ألعاب الرياضة أو الألعاب التي تتطلب تفاعلًا جسديًا. مع تطور ميتافيرس، ستشهد هذه الألعاب قفزة كبيرة في التطور والتنوع، حيث سيتوجه المطورون إلى ابتكار ألعاب جديدة تتناسب مع هذه التكنولوجيا الفريدة.
عيوب ميتافيرس
مثل أي تكنولوجيا، فإن ميتافيرس تحمل في طياتها بعض العيوب التي يجب مراعاتها، وهذه العيوب قد تؤثر على المستخدمين والمجتمع بشكل عام:
-
الاحتياج إلى أجهزة حديثة: تعد ميتافيرس تكنولوجيا تتطلب معدات قوية، مثل نظارات الواقع الافتراضي (VR headsets)، التي تعتبر مكلفة نسبيًا. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج ميتافيرس إلى أجهزة قوية مثل الحواسيب ذات الأداء العالي، سعة تخزينية كبيرة، ذاكرة RAM ضخمة، ومعالجات قوية. هذا يعني أن هذه التكنولوجيا ليست في متناول الجميع في الوقت الحالي، مما يقيد انتشارها بين المستخدمين العاديين.
-
أمن المعلومات والاختراقات: نظرًا لأن ميتافيرس تكنولوجيا حديثة، فإن معايير الأمان لم تصل بعد إلى مستوى متقدم من الحماية. ضعف الحماية يجعل المستخدمين أكثر عرضة للهجمات السيبرانية والاختراقات. نقص المطورين المتخصصين في هذه التكنولوجيا يعد أيضًا عاملاً يساهم في تعزيز نقاط الضعف، مما يجعل المخترقين يستهدفون هذه المنصات بسهولة أكبر مقارنة بالأنظمة التقليدية مثل مواقع الإنترنت أو الهواتف الذكية.
-
الانفصال عن العالم الواقعي: يعيش المستخدم في ميتافيرس تجربة غامرة للغاية قد تدفع البعض إلى الابتعاد عن واقعهم الحقيقي. مع القدرة على خلق عوالم افتراضية مبهرة، يمكن أن يصبح الهروب من الواقع جذابًا للبعض، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية. الأشخاص قد يميلون إلى العيش في هذا العالم الافتراضي بدلاً من مواجهة تحديات حياتهم اليومية. أحد الأمثلة المؤثرة على هذا الجانب هو تجربة التقاء أم بابنتها المتوفاة بشكل افتراضي، وهي تجربة عاطفية، لكنها قد تخلق أيضًا تعقيدات نفسية خطيرة.
للإعلان على موقع عطاء : إضغط هنا
الخاتمة
في هذه المقالة، استعرضنا مفهوم ميتافيرس وتفسير سبب تغيير اسم شركة فيسبوك إلى "ميتا". كما تطرقنا إلى مميزات هذه التكنولوجيا الحديثة مثل تسهيل التواصل وتطوير أساليب التسويق، بالإضافة إلى بعض العيوب التي تشمل الاحتياجات التقنية المرتفعة والمخاطر المتعلقة بأمن المعلومات والانفصال عن الواقع.
من الطبيعي أن يثير الابتكار فضولنا ويدفعنا إلى تجربة الجديد، ولكن يجب أن نتعامل بحذر مع أي تكنولوجيا جديدة. ورغم أن ميتافيرس تحمل فوائد كثيرة، إلا أن هناك مخاوف تتعلق بالخصوصية والسيطرة التي قد تمارسها علينا هذه المنصات. لذلك، فإن التجربة الشخصية للتكنولوجيا مثل ميتافيرس قد تتطلب الحكمة والاحتياط، وأعتقد أنه لا ينبغي تجربتها إلا في الحالات الضرورية نظرًا لوجود العديد من علامات الاستفهام حولها رغم المزايا المتعددة.
القرار في النهاية يعود لكل شخص وفقاً لاحتياجاته وتقديره للمخاطر والمزايا.