هل تساءلت عن مدى أمانك أثناء تصفح مواقع التواصل الاجتماعي؟

هل تساءلت يومًا إن كنت فعلًا في أمان أثناء تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي؟ هل فكرت في ما يحدث عندما تتحدث مع شخص ما عبر تطبيقات المحادثة؟

لاحظت بالتأكيد أن معظم تطبيقات التواصل الاجتماعي مجانية، ورغم استخدامها المكثف وحفظها لبياناتك الشخصية مثل الصور والفيديوهات وغيرها، إلا أن القليل يتساءل عن سبب كون هذه التطبيقات مجانية رغم الخدمات والدعم الكبير الذي تقدمه.

في هذه المقالة، سنجيب عن هذا السؤال، ونتناول أكثر 5 تطبيقات تواصل اجتماعي أمانًا على الإنترنت، إلى جانب بعض الطرق الأساسية لضمان أمانك على الإنترنت.

المحاور الرئيسية:

1. مصطلحات تقنية وترجمتها إلى العربية
2. لماذا لا تعتبر تطبيقات التواصل الاجتماعي آمنة؟
3. عوامل الأمان التي يجب توافرها في تطبيقات التواصل الاجتماعي
4. أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي أمانًا
5. نصائح لزيادة الأمان
6. الخاتمة

مصطلحات تقنية وترجمتها إلى العربية:

• Client – المستخدم أو الشخص الذي يستعمل التطبيق.
• Server – الخادم أو الجهاز الذي تتعامل معه الشركات، وهو ما يستقبل البيانات.
• التشفير – تحويل البيانات إلى شكل غير مفهوم للحماية من السرقة أو التجسس.
• IP – عنوان بروتوكول الإنترنت، وهو رقم مكون من 4 مجموعات يفصل بينها نقاط ':'، يُستخدم لتحديد موقع الجهاز على الشبكة، مثل: "133.46.210.40".

ابعت رسالتك التسويقية على الواتساب لعملائك بضغطة زر 🎯

للإعلان على موقع عطاء : إضغط هنا

لماذا لا تعتبر تطبيقات التواصل الاجتماعي آمنة؟

بداية، من المهم أن تعرف كيف تعمل هذه التطبيقات لتفهم المشكلة الحقيقية.

عندما ترسل رسالة أو ترفع صورة، تمر البيانات بعدة مراحل. كل مرحلة من هذه المراحل تمثل نقطة ضعف يمكن أن تستغلها الشركات أو المخترقون للحصول على بياناتك.

شرح آلية عمل التطبيقات

عندما تستخدم تطبيق تواصل معين وتبدأ محادثة مع صديقك، سواء كنت ترسل رسالة نصية، صورة، مقطع صوتي، أو فيديو، فإن جميع هذه الرسائل تُحوَّل إلى بيانات رقمية معقدة وغير مفهومة للإنسان (نطلق عليها "بيانات")، ويفهمها فقط الكمبيوتر وتكون على شكل أصفار ووحايد مثل هذا "10001010110".

هذه البيانات تنتقل من جهازك إلى الخوادم الخاصة بالشركة التي تقدم خدمة التواصل. هناك، يتم تحديد المتلقي (في هذه الحالة، صديقك)، ويتم إعادة توجيه البيانات إليه. بمجرد أن تصل البيانات إلى جهاز صديقك، يقوم التطبيق الذي يستخدمه بتحويل هذه البيانات مرة أخرى إلى شكلها الأصلي، سواء كانت صورة أو صوت أو نص، وتظهر له كما أرسلتها.

وأخيرًا، تُعلِم الشركة كلا الطرفين بأن الرسالة وصلت بنجاح، مثل ظهور العلامة الزرقاء في تطبيق "واتساب".

ولكن، ما الذي قد يحدث؟

قد تأخذ الشركة نسخة من هذه البيانات (سواء كانت صورًا، فيديوهات، أو غيرها) وتحتفظ بها في خوادمها، مما يعني:

• أن صورك وصور عائلتك محفوظة لدى الشركة.
• حتى لو قمت بحذف الصور المرسلة، فإن الحذف يكون من جهازك وجهاز المتلقي فقط، بينما تحتفظ الشركة بنسخة.
• الشركة تعرف تفاصيل حياتك الشخصية.
• يمكن للشركة تحليل بياناتك واستنتاج أنماط معينة عن حياتك واهتماماتك بنائا على بعض التقنيات التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الصناعي AI وتعلم الآلة ML والتعلم العميق DL.

علاوة على ذلك، بما أنك تستخدم خدمات الشركة، فإنها:

• قد تتمكن من معرفة موقعك عن طريق عنوان IP الخاص بك.
• قد تستطيع التحكم بجهازك أو تنزيل برامج غير مرغوبة عليه.
• يمكنها معرفة اهتماماتك والتجسس على حياتك اليومية.

بالطبع، هذا لا يعني أن جميع الشركات تفعل ذلك، ولكن هناك شركات شهيرة ارتبطت بهذه الممارسات، مثل "فيسبوك"، الذي شهد تسريب بيانات 300 مليون مستخدم، مما أدى إلى مقاضاة مؤسسها، مارك زوكربيرج وكانت قضية شهيرة جدا وايضا مثلها شركة Google قد إمتثل كبير الشركة CEO أمام المحكمة منذ سنوات ولكنه ليس موقع تواصل إجتماعي إنما محرك بحث.

عوامل الأمان في تطبيقات التواصل الاجتماعي

تُحدَّد أمانة تطبيقات التواصل الاجتماعي بناءً على عدة عوامل:

1. احترام خصوصية المستخدمين: الشركة لا تقوم بتسريب أو استغلال بيانات المستخدمين بطرق غير مرضية. حتى إذا احتفظت الشركة بنسخة من البيانات، فهي لحماية المستخدمين وتمكينهم من استرجاعها في حالة حدوث خطأ.
2. عدم تسريب الهوية: يجب أن تحترم الشركة سرية هوية المستخدم، مثل عدم مشاركة الاسم الحقيقي أو رقم الهاتف.
3. تشفير البيانات: يجب تشفير البيانات (مثل الصور والصوت) لضمان عدم تعرضها للتسريب حتى في حالة حدوث خرق أمني.
4. التواصل المباشر بين المستخدمين: يفضل أن يكون التواصل بين المستخدمين مباشرة دون الحاجة لتدخل الشركة في نقل البيانات.

أهم التطبيقات الآمنة

سنستعرض فيما يلي أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي أمانًا، مرتبة من الأكثر أمانًا إلى الأقل، ولكن جميعها توفر مستوىً عاليًا من الحماية مقارنة بغيرها.

1- Signal

برنامج "Signal" هو نظام أساسي مشفر لخدمة الرسائل الفورية والمحادثات، تم تطويره من قبل مؤسسة "Signal Foundation" وشركة "Signal Messenger LLC"، وهي شركات غير ربحية. يتيح للمستخدمين إرسال رسائل فردية وجماعية تشمل الملفات، الصوتيات، الصور، ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى إجراء مكالمات صوتية ومرئية سواء بشكل فردي أو جماعي.

يعتمد Signal على أرقام الهواتف كمعرفات للمستخدمين، ويؤمن جميع الاتصالات بتشفير من الطرف إلى الطرف، مما يضمن عدم تمكن أي جهة خارج المحادثة من قراءة الرسائل. كما يحتوي التطبيق على آليات تتيح للمستخدمين التحقق من هوية جهات الاتصال بشكل مستقل.

يُعتبر Signal من بين التطبيقات الأكثر أماناً، ويُضاهي العديد من البرامج على الساحة في مستوى الحماية، مع فارق رئيسي وهو الحاجة لاستخدام رقم الهاتف لتسجيل حساب على Signal.

بعض المميزات التي تجعل Signal متميزاً تشمل:

1. تشفير البيانات بين المرسل والمستقبل: مما يجعل من المستحيل على أي طرف خارجي الوصول إلى محتوى الرسائل.
2. عدم استغلال البيانات في التسويق: بخلاف العديد من التطبيقات الأخرى، لا يستخدم Signal بيانات المستخدمين لتحديد اهتماماتهم أو توجيه إعلانات، مما يضمن خصوصية تامة للمستخدمين.
3. عدم تخزين البيانات: في حال حذف الرسائل، تُحذف بشكل كامل ودائم، مما يقلل من احتمالات التسريب أو استخدام البيانات الشخصية.

هذه الميزات تجعل Signal واحداً من أفضل الخيارات لمن يبحثون عن تطبيق تواصل آمن يحافظ على خصوصيتهم وبياناتهم.

2- Telegram

 يستخدم Telegram على نطاق واسع بسبب ميزاته التي تركز على الخصوصية والتشفير، إلى جانب دعمه للدردشات الجماعية سواء صوتية أو مرئية، مما يجعله بديلاً جيدًا لبرامج الاجتماعات.

يتميز التطبيق بأسلوب فريد في التفاعل أثناء الدردشة، حيث أن الصور التعبيرية (Emojis) في Telegram تأتي متحركة، مما يضفي طابعًا ممتعًا على المحادثات مقارنةً بالتطبيقات الأخرى التي تستخدم صورًا ثابتة.

Telegram متعدد المنصات، حيث يتوفر على أنظمة التشغيل المختلفة مثل iOS، Android، Windows، Mac، و Linux، بالإضافة إلى دعمه للمتصفحات مثل Chrome و Firefox، مما يجعله سهل الوصول من أي جهاز.

على الرغم من التشابه الكبير بين Telegram و Signal في التشفير والخصوصية، إلا أن Telegram يوفر خاصية تخزين البيانات على السحابة. هذا قد يقلل من مستوى الأمان قليلاً مقارنةً بـ Signal، الذي لا يقوم بتخزين البيانات، مما يضيف طبقة إضافية من الحماية في Signal.

3- Wire 

تم إنشاء تطبيق "Wire" كبرنامج تواصل مشفر بواسطة شركة Wire Swiss، وهو متاح على أنظمة iOS وAndroid وWindows وmacOS وLinux، بالإضافة إلى متصفحات الويب مثل Chrome وFirefox. يوفر التطبيق مجموعة متنوعة من الخصائص مثل الرسائل النصية، المكالمات الصوتية، مكالمات الفيديو، المكالمات الجماعية، ومشاركة الملفات، وجميع هذه الخصائص محمية بالتشفير من الطرف إلى الطرف (بين المرسل والمستقبل).

إحدى أبرز مميزات "Wire" هي عدم الحاجة إلى رقم هاتف لتسجيل الحساب، مما يجعله أكثر أماناً للمستخدمين حيث لا يتم ربط هويتهم الشخصية بالتطبيق. هذه الميزة تضيف طبقة حماية قوية وتجعل "Wire" واحداً من أكثر التطبيقات أمانًا.

ومع ذلك، توجد نقطة تؤثر على مستوى الأمان في "Wire"، وهي أنه يحتفظ بنسخ احتياطية للرسائل. في حد ذاتها، النسخ الاحتياطية ليست مشكلة، ولكن الخطر يكمن في احتمال تسريب هذه النسخ، مما يمكن أن يؤدي إلى اختراق خصوصية المستخدمين.

4- Reddit

من وجهة نظري، يُعد Reddit بديلاً ممتازًا للفيسبوك، حيث يتميز بكونه مجتمعًا منظمًا بشكل أكبر مقارنة بالفوضى التي قد تصادفها على الفيسبوك. Reddit يعتمد على تنظيم المشاركات والمناقشات ضمن "subreddits" متخصصة، مما يسهل الوصول إلى المحتوى المفيد والمواضيع التي تهمك.

من ناحية الأمان، يعتبر Reddit أكثر أمانًا نسبيًا من الفيسبوك، وذلك بسبب اهتمام المطورين المستمر بتحديث وتحسين الأمن على المنصة. في كل بضعة أعوام، يتم إصدار تحديثات جديدة لمعالجة مشكلات أمن المعلومات، مما يجعل اختراق الحسابات الشخصية على Reddit أمرًا صعبًا.

أما بالنسبة لسياسات الموقع، فإنها تعتبر أكثر توازنًا من تلك التي يتبعها الفيسبوك، رغم وجود بعض التحديات. ومع ذلك، فإن سياسات Reddit ليست مجحفة مثل تلك التي ظهرت مؤخرًا على الفيسبوك، مما يجعله خيارًا أكثر جاذبية للكثيرين.

شخصيًا، بدأت بالانتقال إلى استخدام Reddit بدلاً من الفيسبوك الذي أصبح، من وجهة نظري، مضيعة للوقت والطاقة، وحتى مضيعة للحسنات في بعض الأحيان. Reddit يقدم بيئة مفيدة للنقاشات والتعلم، مما يجعله بديلًا أفضل بكثير.

5- WhatsApp

مهما بلغ مستوى الأمان في WhatsApp، لا أنصح بالاعتماد عليه اعتمادًا كليًا. هذا البرنامج تابع لشركة Meta، وهي نفس الشركة التي تملك Facebook، ويديرها مارك زوكربيرج. لهذا السبب، ورغم أنه قد يكون آمنًا من نواحٍ معينة، إلا أن الشكوك تظل قائمة حول سياسات الخصوصية للشركة.

لا أنتقد WhatsApp لشخصه، فأنا شخصيًا أستخدمه، ولكن انتقادي موجه إلى سياسات الشركة بشأن تسريب البيانات. بالإضافة إلى أنه، مقارنة بنظرائه من التطبيقات التي تحدثنا عنها، يُعتبر WhatsApp أقل أمانًا، رغم أنه لا يزال يمكن وصفه بأنه "آمن".

ابعت رسالتك التسويقية على الواتساب لعملائك بضغطة زر 🎯

للإعلان على موقع عطاء : إضغط هنا

ماذا نعني بالأمان؟

• لا يمكن تعقبك من خلاله.
• لا يمكن قراءة الرسائل لأنها مشفرة من الطرفين.

مشكلات WhatsApp:

1. الاعتماد الكلي على رقم الهاتف: رقم الهاتف الخاص بك مرئي لكل من لديه هذا الرقم. بمجرد أن يسجل شخص ما رقمك على هاتفه، يمكنه مراسلتك أو رؤية حسابك.
2. التخزين السحابي للرسائل: هنا تكمن المشكلة في حال تم تسريب البيانات، كما حدث مع Facebook سابقًا.

احتياطات لزيادة الأمان

لتحمي نفسك من التسريبات أو المشاكل الأمنية المتعلقة بالشركة، إليك بعض النصائح. هذه النصائح لا تهدف إلى الحماية من الاختراق بل من تطفل الشركة نفسها:

1. تجنب نشر صور شخصية على هذه البرامج، خاصة للفتيات.
2. لا تقدم معلومات دقيقة عنك. تفاصيل مثل شهادتك، موقعك الدقيق، أو غيرها ليست ضرورية.
3. حافظ على تواصلك مع أشخاص تعرفهم شخصيًا.
4. تعامل بحذر مع الغرباء، فقد يكون الغريب يحاول اختراقك.
5. فعل إعدادات الخصوصية: لا يعني هذا جعل كل شيء "خاص"، ولكن على الأقل لا تجعل الوصول إليك برقم الهاتف سهلًا.
6. لا تسعى لتوثيق حسابك: العلامة الزرقاء لن تضيف لك حماية إضافية.
7. اختبئ في الزحام: الشهرة ليست دائمًا جيدة، فهي تجعل الشخص مستهدفًا بشكل أكبر.

الخاتمة

في هذه المقالة، تعرفنا على كيفية عمل برامج التواصل الاجتماعي وخطوات التواصل بين المستخدمين. ناقشنا بعض المخاطر التي قد تحدث في حال لم تكن الشركات تحترم خصوصية المستخدمين. استعرضنا كذلك 5 من أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي أمانًا. من المهم الإشارة إلى أن هذا لا يعني أن باقي البرامج غير آمنة، ولكن التطبيقات التي تحدثنا عنها هي الأكثر شهرة واستخدامًا.

إن شاء الله، في مقالات قادمة، سنتعرف على كيفية حماية أنفسنا من الاختراق. وإذا كانت لديك أي ملاحظات أو اقتراحات، فلا تتردد في التعليق وسأرد عليك بإذن الله.